كلمة العدد

 

 

 

 

المعنى الثابتُ المتجدّد لاتِّباعِ السنّة الإبراهيميّة

 

 

 

 

 

     المسلمُ كغيره من الإنسان ليس عبثيًّا ولا لَغَويًّا ولاغيرَ مُبَالٍ بالتزامات أو مسؤوليّات أو حُرًّا عن تضحيات وواجبات . إنّما هو مُلْزَمٌ بما يجب عليه أن يُؤَدِّيَه ومُقَيَّدٌ أن يعيش حياتَه في الإطار الذي رَسَمَه الشرعُ ؛ فإن تَجَاوَزَه يُعَدَّ عاصيًا ، مُسْتَحِقًّا للعقاب ، محرومًا الثوابَ. وقد صَدَقَ ربُّنا الرحمنُ إذ قال :

     «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوْعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرٰتِ» (البقرة/155).

     وقال:

     «لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتـٰـبَ مٍنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِيْنَ أَشْرَكُوْا أَذىً كَثِيْرًا». (آل عمران/186).

     فالمسلمُ أراده اللهُ العَلِيُّ الحكيمُ أن يكون مَوْضِعًا ثَابِتًا لابتلائه وامتحانه ، ومُسْتَعِدًّا لتقديم كلِّ نوع من التضحيات وقتَ الحاجة . والكافر والمشرك بالله لم يُرِدْه الله أن يكون هكذا ؛ بل شاء الله أن يُهْمِل حبلَه في هذه الدنيا ، لِيُوَفِّيَه عذابَه في الآخرة ؛ فربّما يأكل ويتمتع ويلهيه الأمل ويتقلّب في البلاد ، ليستوفيَ حسابَ ما جَنَتْهُ يداه في الآخرة . وقد صَدَقَ الله تعالى ، إذ قال مُصَوِّرًا حسرتَهم يومَ القيامة :

     «ذَرْهُمْ يَأْكُلُوْا وَيَتَمَتَّعُوْا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُوْنَ» (الحجر/3)

     وقال :

     «لاَيَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا فِي الْبِلاَدِ o مَتَاعٌ قَلِيْلٌ ثـُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ» (آل عمران / 196) .

     وقال :

     «فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلاَدِ» (غافر/4).

     ومن خلال الأوامر والنواهي والعبادات والأحكام التي فَرَضَها الله عليه عَوَّدَه أن يكون مُطِيْعًا له في كل حال ، مُلَبِّيًا لكلّ ما يأمره به وينهاه عنه ، ومُتَرَوِّضًا لكل ما يَتَطَلَّبُه دينُه من ما قد لا ترضى النفسُ البشريةُ – للضعف الذي فَطَرَهَا الله عليه – أن تقوم به .

     فكلٌّ من الصلاة والصيام والزكاة والحج يُرَوِّضُ المسلم أن يكون عبدًا لله يصدر دائمًا عن رضاه ويَجْتَنِب دائمًا سَخَطَه ؛ فلا يَتَّبِعُ هَوَاهُ في أيّ شأن من شؤون الحياة ، ولايتحرّك فيها إلاّ وفقَ ما أمره الله به وشَرَحَه رسولُه محمد بقوله أو فعله أو تقريره . إنّ هذه العبادات الأساسيّة وغيرها من العبادات الفرعيّة والنافلة تُعَوِّد المسلمَ أنّه لن يَتَرَدَّد في بذل جسمه وروحه أو مالِه إذا دعاه داعي الدين ، ولن يَتَرَيَّث في تقديم تضحية بأثمن شيء يملكه حتى نفسه التي يهتمّ بها كثيرًا ويصونها من كل ضرٍّ صغير أو كبير .

     والأضحيّة التي يُقَدِّمُها في شهر الأضاحي: ذي الحجة خلال الحج أو بدون الحجّ يُرَوِّض بها نفسَه على تقديم أيّ تضحية أغلى منها إذا اقتضته العقيدة والدين عن رضا وطواعية ؛ لأنّها في الواقع رمز على الأضحيّة البشرية المتمثلة في شخص سيدنا إسماعيل عليه وعلى أبيه وعلى نبينا محمد ألفُ ألفِ صلاة وسلام الذي فَدَّاه الله تعالى بكبش من الجنة عندما عَلِمَ صدقَ نِيَّةِ نبيّه إبراهيم الخليل عليه السلام وإخلاصه . فصار ذلك رمزًا على تقديم التضحية بالمال إذا دَعَتِ الحاجة ، وبالنفس إذا اقْتَضَتِ الضرورةُ ، وبغيرهما عندما احْتَاجَ الدينُ له . ومن يُهُنْ عليه التضحيتان الأُوْلَيَانِ يَهُنْ عليه التضحيةُ التي بعدهما . ولا تهونان إلاّ على من صَحَّ إسلامُه ، وصَدَقَ إيمانُه ، وثـَبَتَ إخلاصُه ، وكَتَبَ له اللهُ السعادةَ الدائمةَ، وقَدَّرَ له النعمةَ القائمةَ ، والفوزَ بالجنّة، والنجاةَ من النَّار .

     ومن هنا كانت الأضحيّة أبرز مَنْسَكٍ من مناسك الحجّ ، فلا يُتَصَوَّرُ الحجُّ بدونها ، كما لايُتَصَوَّرُ بدون عدد من المناسك غيرها من الطواف بالبيت ، والسعي بين الصفا والمرورة ، والوقوف بعرفة ، والنفر إلى منى ، ورمي الجمرات وما إلى ذلك .

     وقد سَأَلَ الصحابةُ – رضي الله عنهم أجمعين – النبيَّ عن السرّ الكامن في الأضاحي، قائلين : مَا هذه الأضاحي يا رسولَ الله ؟ فقال : سنّةُ أبيكم إبراهيم . (رواه الحاكم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه) .

     وقد أَجْمَعَ العلماءُ أنّ كلمة «ما» وُضِعَتْ للسؤال عن حقيقة الشيء ؛ فعندما قالوا: «ما هذه الأضاحي؟» فكأنّهم قالوا : ما هي حقيقة الأضاحي؟ وعندما أجابهم النبي : «سنّةُ أبيكم إبراهيم» فكأنه قال : حقيقة الأضاحي أنّها سنّةُ أبيكم إبراهيم . فما هي سنَّته عليه السلام ؟ سُنَّتُه الإسلامُ والخضوع لربّه والصدور عن رضاه تعالى في جميع الأمور. يقول تعالى :

     «إِذْ قَالَ لَه رَبُّه أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعـٰـلَمِيْنَ» (البقرة/131) .

     وقد كان ذبحُه لولده الحليم إسماعيلَ الذي وهبه الله بعد تمنّيه على الله تعالى ودعائه إيّاه بشأنه «رَبِّ هَبْ لِيْ مِنَ الصّـٰـلِحِيْنَ» (الصافّات/100) .. كان مظهرًا من مظاهر إسلامه لربّه . رَضِيَ بذبح ولده ابتغاءَ وجه الله وامتثالاً لأمره تعالى ، على حين إنّ ذبح الولد أشق على الإنسان من ذبح نفسه هو . فإذا رضي بالأشدّ الأصعب ، فرضاه بالأسهل الأيسر أَهْوَنُ عليه . ومن رضي بالتضحية بأولاده وبنفسه ، فكل التضحيات بعدها أسهل عليه .

     فتلك هي السنّة الإبراهيميّة ، أي الإسلام الكامل لله عَزَّ وجَلَّ والخضوع التامّ له والصدور في جميع المكاره والمحابّ عن رضاه تعالى . ومن كان كذلك كان أحسن دينًا عند الله ، ومصطفى لديه، وكان في الآخرة من الصالحين :

     «وَمَنْ أَحْسَنُ دِيْنًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَه لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبراهِيْمَ حَنِيْفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً» (النساء/125) .

     «وَلَقَدِ اصْطَفَيْنـٰـهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّه فِيْ الآخِرَةِ لَمِنَ الصّـٰـلِحِيْنَ» (البقرة/130) .

     فالمسلمون مُطَالَبُوْنَ من الله تعالى باتّباع السنّة الإبراهيمية التي هي أرضى السُّنَن لديه تعالى ، وهي عبارة عن الاستعداد لتقديم كل نوع من التضحيات حتى بالأولاد والنفس . فما بالك بالمال ، والراحة والهدوء ، وأوقات العمر، وتسهيلات الحياة ، ووسائل المعاش ، وما يملكه الإنسان من مُتَعِ الدنيا ، ولَذَّات الحياة ، ومطيبات العيش .

     إنّ التضحية تبقى مع المسلم مادام حيًّا كأصل أساسيّ وشيء ثابت ، ليقدّمها كلّما يتطلّبها منه دينُه . وكم من المواقف يستجدّ مُقْتضيًا منه تضحيةً أو أخرى : تضحية بالمال ، تضحية بالصلات والعلاقات ، تضحية بالقرابات والأواصر الودّيّة ، التي قد يعتبرها الإنسان أعزّ وأحبَّ من نفسه ؛ لأنه يكون قد عَلِقَ بها من المصالح ما هو أحبّ إليه من نفسه وأحلى لديه من حياته .

     وتضحية بالعزّ الخُلَّب ، والسمعة الكاذبة، والوجاهة الظاهرة التي قد ينجذب إليها انجذابًا أشدَّ من انجذاب القطع الحديدية إلى المغناطيس ؛ ولكنّه قد يُضْطَرُّ أن يختار بين أن يحتفظ بدينه وحبّه لله ورسوله وبين أن يحتفظ بالعزّ الزائل والذكر الحائل . فمن احتفظ بالأوّل ، أخذ بحظّ وافر، وسعادة باقية ، ومن أعرض عنه إلى الثاني ، فقد خاب وخَسِرَ خسارة أبديّة لا فكاك منها ولا حولَ عنها .

     إن شهر ذي الحجة بفضائله الكبيرة الكثيرة يُهلُّ علينا كل عام ليذكّرنا بأننا نحن المسلمين المؤمنين بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا ورسولاً من مُتَّبِعي ملّة إبراهيم ؛ فيجب أن نكون من مُتَّبِعِيْ سنّتِه في تقديم التضحيات المتتابعة كلما يطلبها منّا الله سبحانه وتعالى .

     فدَعَا عليه السلام قومَه و أباه إلى التوحيد وإفراد الله بالعبادة والعبودية ، مُقْلِعًا عن عبادة ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنه شيئًا ، فهدّده بالرجم فارضًا عليه الهجر والفراق لمدة العمر :

     «قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِيْ يـٰـإِبْرٰهِيْمَ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِيْ مَلِيًّا» (مريم/46).

     وخاضَ صراعًا خطيرًا بينه وبين قومه ؛ إذ جعل آلهتهم من الأصنام والأوثان جذاذًا وكَسَّرها تكسيرًا ، فحاولوا تحريقه في النار ، ولكن الله القادر المقتدر أمرها بأن تكون بردًا وسلامًا عليه .

     وعندما رأى الصدود والشدّة من كل من قومه وأبيه لم ييأس ، ولم يسقط في الطريق ، ولم يتراجع عن الحق الذي ثـَبَّتَه الله عليه وقيضّه له؛ بل أعلن قائلاً :

     «إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّيْ سَيَهْدِيْنِ» (الصافّات /99).

     فهاجر إلى الشام تاركاً وراءه العائلةَ التي تنكّرت له ولدعوته إلى الله عَزَّ وجَلَّ . ومعنى ذهابه إلى ربّه ، ذهابُه إلى المكان الذي يرضاه ربّه ويراه أهلاً لدعوته ، ويسهل عليه فيه الاستجابة لأحكامه ، وتنفيذ أوامره ونواهيه . فأقام بكنعان بفلسطين بعدما هاجر من العراق مسقط رأسه .

     وهنا ألقى الله في روعه أن يدعوه أن يهبه وَلَدًا صالحًا يكون خلفًا له في الدين والدعوة والقيام بالرسالة التي اضطلع بها بعدما صار غريبًا وحيدًا من أبيه وأفراد بيته ، فقال :

     «رَبِّ هَبْ لٍيْ مِنَ الصّـٰـلِحِيْنَ» (الصّافّات /100).

     فوَهَبَه الله غلاماً حليمًا وهو سيدنا إسماعيل عليه وعلى أبيه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، الذي وُلِدَ له بعدما بلغ الكِبَرَ وبعدما دعاالله مُلِحًّا مخلصًا خاشعًا خاضعًا ، والذي شاء الله أن يكون له عليه السلام سببًا في كثير من الامتحانات التي حقّق فيها بفضله تعالى ومنّه نجاحًا لامثيلَ له في الكون . فأوّلاً أمره تعالى أن يُسْكِنَه – الوليد الصغير – وأمه هاجر بوادٍ غير ذي رزع ، لا داعي فيه ولامجيب ، ولا بشرَ ولا وسيلة من وسائل الحياة التي لابدّ منها لعيش الإنسان ، مُبْعِدًا إيّاهما عن جنّات الشام ومناظرها الرائعة الجذّابة ، تاركاً إيّاهما وحدهما في هذا المكان القفر الذي لاماء فيه ولا كلأ ، ولازرع ولاضرعَ ؛ حيث أمره تعالى أن يعودَ وحده أدراجَه إلى الشام . إنّه لامتحان كبير عديم النظير أن يُؤْمَرَ والدٌ رُزِقَ وَلَدًا في سنّ الشيخوخة أن يُخَلِّفه وأمّه فريدين في مكان غريب مقفر من وسائل الحياة لايوجد به بشر ؛ ولكن إبراهيم عليه السلام المسلم وجهَه لله رب العالمين ينجح في هذا الامتحان ، ويؤديه محرزًا علاماتِ امتياز وتفوّق تجعله تستحق أن يكون خليلَ الله ومصطفاه في الدنيا والصالح لديه في الآخرة وأن يصبح أبا الأنبياء وصاحبَ الملة التي يـرتضيها الله لعبـاده من بعده ، وصاحب السنّة التي يجعلها الله مُتَّبَعَةً حتى في أمّة سيّد الرسل وإمام الكل ومنير السبل سيدنا محمد .

     ولم يَنْتَهِ الامتحانُ بعدُ ؛ حيث إنّ هذا الولدَ الحليمَ ما إن بلغ معه السعيَ حتى أمره الله تعالى في المنام عن طريق الرؤيا أن يذبحه بيده ؛ لأنّه يودّ أن يرى هل الولدُ أحبّ إليه أو هو تعالى أحبّ إليه . وذكر عليه السلام ذلك لولده الحبيب الأثير الذي أصبح أهلاً لأن يعاونه في شؤون الدعوة وما يحتاج إليه من أمور الحياة في هذه السن الكبيرة ، فلا يتريّث ولا يَتَلَكَّأ ولا يطلب منه فرصة للتفكير في هذه القضية الخطيرة : قضية الحياة والموت ، وإنما يبادر قائلاً :

     «يـٰـأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصّـٰـبِرِيْنَ» (الصّافَّات / 102) .

     وهنا تَلَّه إبراهيم للجبين ليذبحه ، فناداه الله تعالى قبل أن يقوم بعمليّة استكمال الذبح : إنّك نجحتَ في الامتحان ، وعلمتُ أنك مخلص، وأنّه لم أرد ذبح ولدك ، وإنما وددت اختبار مدى صدقك في حبّي وإيثار حبّي على حبّ ولدك . وفداه بكبش من الجنّة أرسله عن طريق ملك . وفيما يلي إيجاز كتاب الله تعالى المعجز بهذا الشأن :

     «فلمّا أَسْلَمَا وتَلَّه للجبين o وَنَادَيْنـٰـهُ أَنْ يـٰـإِبْرٰهِيْمَ o قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذٰلِكَ نَجْزِيْ الْمُحْسِنِيْنَ o إِنّ هذَا لَهُوَ الْبَلـٰــýـؤُ الْمُبِيْنُ o وفَدَيْنـٰـهُ بِذِبْحٍ عَظِيْمٍ» (الصّافّات/103-107)

     على كل فقد أَكْرَمَنا الله تعالى بأمره إيّانا باتباع السنّة الإبراهيمية من خلال نحر الأضاحي ؛ لنتعوّد تقديم الامتحانات الهائلة والتضحيات الجسيمة إذا اقتضتِ الضرورةُ الدينيةُ مثلما قَدَّمَها أبو الأنبياء سيّدُنا إبراهيمُ عليه السلام .

     والمسلمُ الصادق يكون هواه تبعًا – بشكل دائم – لما بأمره به دينه ويقتضيه عقيدتُه ، فلا يستثقل أيَّ تضحية مهما كانت كبيرةً يتطلّبها منه الدينُ .

     لقد كثرتِ الامتحاناتُ اليوم ، وتعدّدتِ التضحياتُ التي وَجَبَ على المسلم تقديمُها ، وما يَمُرُّ يومٌ إلاّ ويستجدّ الامتحان، وتستحدث التحضية . ولا ينتهى الأول ، إلاّ وينوب الثاني والثالث و ... ومن خلال هذه الأضاحي التي نضحّي بها نجدد العهد بأننا راضون مستعدّون لتقديم أيّ تضحية وأداء أيّ امتحان يحتاج إليه الدين والعقيدة . وفّقنا الله وإيّاكم أن نجدّد العهد، وأن نثبت على الوفاء به ، وأن نُخْضِع أهواءَنا كلّها لرضاَ رَبِّنا وهديِ نبيّنا وتعاليمِ قرآننا.

(تحريرًا في الساعة :301 من ظهر يوم السبت 16/ شوال 1426هـ = 19  بسيارة مفخمِّلاً في الاغتيال 12/ نوفمبر 2005م)

نور عالم خليل الأميني

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالحجة 1426هـ = يناير 2006م ، العـدد : 12 ، السنـة : 29.